يُعد فرط التعرق من الحالات التي تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة اليومية، إذ يسبب الإحراج والانزعاج لمن يعانون منه، خصوصًا عند التواجد في الأماكن العامة أو أثناء المواقف الاجتماعية المهمة. يظهر التعرق المفرط عادة في مناطق معينة من الجسم مثل الإبطين، اليدين، القدمين أو الوجه، وقد يكون من الصعب السيطرة عليه باستخدام الوسائل التقليدية. لذلك أصبح البحث عن علاج فرط التعرق أمرًا شائعًا، خاصة بين من يرغبون في حلول فعّالة طويلة الأمد. ومن بين أبرز الخيارات المتاحة اليوم تأتي طريقتا البوتوكس والجراحة، ولكل منهما مميزاته واعتباراته الخاصة.

فرط التعرق هو زيادة غير طبيعية في إفراز العرق، تتجاوز حاجة الجسم الطبيعية لتنظيم درجة حرارته. يمكن أن يكون السبب وراثيًا أو مرتبطًا بفرط نشاط الجهاز العصبي المسؤول عن تحفيز الغدد العرقية. كما قد ينتج أحيانًا عن حالات مرضية أخرى مثل اضطرابات الغدة الدرقية، أو داء السكري، أو القلق المستمر. يتطلب التشخيص الجيد معرفة ما إذا كان التعرق موضعيًا في منطقة معينة أم عامًا يشمل الجسم كله، إذ يختلف العلاج بحسب طبيعة الحالة.

يُعد البوتوكس من أكثر العلاجات انتشارًا لعلاج فرط التعرق في الوقت الحالي، وهو يعمل من خلال تعطيل الإشارات العصبية التي تحفز الغدد العرقية لإفراز العرق. عند حقن البوتوكس في المنطقة المستهدفة، مثل الإبطين أو اليدين، تتوقف الغدد مؤقتًا عن العمل، مما يؤدي إلى تقليل التعرق بشكل واضح خلال أيام قليلة من الإجراء.

يتميز علاج البوتوكس بكونه إجراء غير جراحي وسهل التطبيق، ولا يتطلب فترة نقاهة طويلة. تظهر النتائج عادة خلال أسبوع واحد وتستمر من 6 إلى 12 شهرًا، مما يجعله خيارًا مناسبًا للأشخاص الذين يرغبون في حل فعّال دون الحاجة إلى جراحة. كما أن الإجراء يُجرى تحت تخدير موضعي بسيط، ولا يسبب أي ألم يُذكر.

رغم فعاليته العالية، إلا أن علاج البوتوكس لا يعتبر حلًا دائمًا، إذ يحتاج الشخص إلى إعادة الجلسة بعد فترة زمنية للحفاظ على النتائج. كما أن بعض الأشخاص قد يشعرون بوخز بسيط أثناء الحقن أو بخدر مؤقت في المنطقة المعالجة. في حالات نادرة، يمكن أن يحدث ضعف بسيط في العضلات المجاورة، لكنه يختفي مع الوقت.

الجراحة تُعتبر من الخيارات النهائية لعلاج فرط التعرق، وتُستخدم غالبًا عندما تفشل العلاجات الأخرى في تحقيق النتائج المطلوبة. تعتمد الفكرة الأساسية على تقليل نشاط الغدد العرقية أو إزالة تأثير الأعصاب التي تنبهها. هناك عدة أنواع من الجراحات المستخدمة، من أبرزها عملية قطع العصب السمبثاوي الصدري، وهي إجراء يتم فيه إيقاف الإشارات العصبية المسؤولة عن تحفيز الغدد العرقية في مناطق محددة مثل اليدين أو الإبطين.

الميزة الأهم للجراحة هي أنها قد تقدم نتائج دائمة أو طويلة الأمد، مما يجعلها خيارًا مثاليًا لمن يعانون من حالات شديدة جدًا من فرط التعرق لم تنجح معهم الحلول الأخرى. كما أن المريض غالبًا يشعر بتحسن فوري بعد العملية، إذ تتوقف الغدد عن إفراز العرق في المنطقة المستهدفة مباشرة.

مثل أي إجراء جراحي، تحمل الجراحة بعض المخاطر والآثار الجانبية المحتملة. من أبرزها حدوث تعرق معاوض في مناطق أخرى من الجسم، أي أن الجسم قد يبدأ في التعرق في مناطق مختلفة للتعويض عن المنطقة التي توقفت عن التعرق. كما أن فترة التعافي قد تستغرق بعض الوقت، وتحتاج إلى متابعة طبية دقيقة. لذلك لا يُنصح بهذا الخيار إلا في الحالات الشديدة التي لا تستجيب للعلاج غير الجراحي.

عند المقارنة بين علاج البوتوكس والجراحة لعلاج فرط التعرق، يظهر أن كل منهما يناسب فئات مختلفة من المرضى. فالبوتوكس يُعد خيارًا مؤقتًا وآمنًا للأشخاص الذين يعانون من تعرق متوسط إلى شديد ويرغبون في حل غير جراحي وسريع. أما الجراحة فهي خيار نهائي للحالات المزمنة التي لم تستفد من الحلول الأخرى. من حيث التكلفة، عادة ما تكون جلسات البوتوكس أقل تكلفة من الجراحة، لكن مع الحاجة لتكرارها بشكل دوري. بينما الجراحة تُجرى مرة واحدة فقط، إلا أن تكلفتها الأولية أعلى.

اختيار الطريقة المثالية يعتمد على عدة عوامل، منها شدة الحالة، ومدى تأثيرها على نمط الحياة، واستجابة الجسم للعلاجات السابقة. يُفضل دائمًا البدء بالحلول البسيطة مثل الكريمات أو البوتوكس، قبل التفكير في الجراحة. كما أن الدعم النفسي وإدارة التوتر يمكن أن يساعدا أيضًا في تقليل شدة التعرق، خاصة إذا كان مرتبطًا بالحالة العصبية أو العاطفية للشخص.

بعد الخضوع لأي علاج لفرط التعرق، من المهم الالتزام ببعض الإرشادات للحفاظ على النتائج. ينصح بارتداء ملابس قطنية فضفاضة تسمح بتهوية الجلد، وتجنب الأطعمة الحارة أو المنبهة مثل الكافيين التي قد تزيد من نشاط الغدد العرقية. كما يُستحسن الحفاظ على الترطيب الجيد للجسم وشرب كميات كافية من الماء يوميًا.

هل البوتوكس علاج دائم لفرط التعرق؟

لا، يستمر تأثيره عادة من 6 إلى 12 شهرًا، ويحتاج الشخص إلى إعادة الجلسة للحفاظ على النتائج.

هل الجراحة آمنة لعلاج فرط التعرق؟

الجراحة تُعتبر فعّالة، لكنها تحمل بعض المخاطر، لذلك لا يُلجأ إليها إلا بعد تجربة الحلول الأخرى.

كم من الوقت تستغرق جلسة البوتوكس؟ 

عادة ما تستغرق الجلسة من 15 إلى 30 دقيقة فقط، ويمكن العودة للنشاطات اليومية بعدها مباشرة.

هل التعرق يعود بعد الجراحة؟ 

في بعض الحالات قد يظهر ما يُعرف بالتعرق التعويضي في مناطق أخرى من الجسم.

ما الفرق في التكلفة بين البوتوكس والجراحة؟

البوتوكس أقل تكلفة على المدى القصير، لكنه يتطلب تكرار العلاج، بينما الجراحة مكلفة مرة واحدة لكنها قد تقدم نتيجة دائمة.

هل يمكن علاج جميع مناطق الجسم بالبوتوكس؟

يمكن استخدام البوتوكس في الإبطين، اليدين، القدمين، والوجه، لكن لكل منطقة طريقة خاصة في الحقن.